الهيئة الملكية للعلا تتوصل إلى أول وصف شامل لمواقع الاستقرار البشري خلال العصر الحجري الحديث
أعلنت “الهيئة الملكية” في محافظة العلا على توصل فريق من علماء الآثار إلى أول شرح شامل للمستوطنات البشرية في شمال غرب المملكة خلال فترة العصر الحجري الحديث عبر دراسة تُشرف عليها الهيئة التي توصلت إلى دلالة تُشير إلى أن سكان المنطقة في الألفيتين السادسة والخامسة قبل الميلاد كانت أكثر استقرارًا وتطورًا مما كان يُعتقد في الماضي.
عناصر المقال
الهيئة الملكية للعلا تتوصل إلى أول وصف شامل لمواقع الاستقرار البشري خلال العصر الحجري الحديث
إن البحث يُشير إلى أن سكان شمال غرب المملكة كانوا يرعون الماشية ويصنعون المجوهرات ويعملون بالتجارة، وقد ساعدهم موقعهم على مزاولة التجارة مع المناطق المتنوعة المجاورة مثل شرق الأردن، ومناطق مُطلة على البحر الأحمر.
نُشرت نتائج تلك الدراسة في مجلة “ليفانت” العلمية التي ساهمت بها عالمة الآثار “جين ماكمان” من جامعة سيدني من خلال فريق بحثي ضمن أحد مشاريع التنقيب التي تُشرف عليها الهيئة، وقدم الفريق أحدث الاستنتاجات والملاحظات حول التحقيقات الأثرية للمنشآت المعروفة باسم الدوائر الحجرية المنصوبة التي تُعدّ نوع فريد من المساكن التي تتكون من ألواح حجرية منصوبة عموديًا.
الألواح الحجرية المنصوبة تُستخدم كأساسات أعمدة خشبية
في سياق الحديث عن “ملكية العلا” تتوصل إلى أول وصف شامل لمواقع الاستقرار البشري خلال العصر الحجري الحديث في شمال غرب المملكة، فإن الدراسة تُشير إلى أن الألواح الحجرية المنصوبة على هيئة صفين في محيط الدائرة الخارجي تبدو كما لو أنها قد أُستخدمت كأساسات لأعمدة خشبية.
أشارت “جين ماكمان” عالمة الآثار” إلى إن البحث يقوم باختبار الفرضيات حول كيفية عيش سكان شمال غرب الجزيرة العربية الأوائل، وأشارت إلى أن هؤلاء السكان لم يكونوا مجرد رعاة يعيشون حياة بسيطة حيثُ كانت لديهم هندسة معمارية مميزة ومساكن وحيوانات مستأنسة وأدوات متنوعة استنادًا إلى عدد وحجم الدوائر الحجرية فمن المتوقع أن أعدادهم كانت كبيرة وأكثر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.
قالت مديرة الأبحاث الأثرية والتراث الثقافي في الهيئة الملكية لمحافظة العلا “ريبيكا فوت” إن إشراف الهيئة الملكية على البرامج الأثري الذي يُعتبر الأكبر في العالم ساعد على الوصول لفهم سكان المنطقة في العصر الحجري الحديث وأضافت أن الدراسات السابقة أظهرت طريقة الصيد والطقوس وجوانب حياتهم اليومية، وأكدت على التزام الهيئة بالبحث المتواصل لإبراز المشهد الثقافي الغني.
تحليل فريق العلماء لبقايا الحيوانات
يُشير تحليل فريق العلماء لبقايا الحيوانات التي عُثر عليها في موقع الدوائر الحجرية المنصوبة في حرة عويرض إلى اقتصاد مُزدهر يعتمد كليًا على أنواع الحيوانات المستأنسة مثل الأغنام، والماعز، والحيوانات البرية مثل الغزلان والطيور حيثُ تم توفير الاعتماد الكبير على تربية الحيوانات مرونة للسكان وقدرته على التكيف مع التغيرات البيئية والاستفادة من الموارد المتوفرة.
كشفت الدراسة أن أنواع رؤوس السهام التي تم العثور عليها تتوافق بشكلٍ كبير مع المستخدمة في جنوب وشرق الأردن، وهذا يُعتبر دليل واضح على التفاعل والترابط بين سكان المنطقتين، وتُظهر الأدوات المكتشفة في الموقع اهتمامهم بتربية الحيوانات حيثُ يُعتقد أنهم استخدموها في جز الصوف وذبح الأغنام.
بهذا الشكل نختم مقالنا عن “ملكية العلا” تتوصل إلى أول وصف شامل لمواقع الاستقرار البشري خلال العصر الحجري الحديث في شمال غرب المملكة عبر الدراسة التي أشرفت عليها الهيئة التي توصلت إلى دلالات بشأن سكان المنطقة في الألفيتين السادسة والخامسة قبل الميلاد حيثُ كانوا أكثر استقرارًا وتطورًا.